ما أن تنهش أسنان المنشار جذوع الأشجار حتى تبدأ بالذبول لتصبح حطاما لا حياة فيها، غير أنها تعود للحياة تتنفس من جديد بين يدي هشام كحيل خضراء تسر الناظرين وهي تحكي عبق الماضي وتنبض بإطلالة المستقبل.. فكيف يفعلها؟ في ورشته المتواضعة في أكثر الأحياء اكتظاظا بمدينة غزة, ينفض هشام كحيل (60 عاما) من يديه بقايا نشارة الخشب، ثم يمسك بأحد المجسمات التي انتهى لتوه من تحويلها من مجرد قطعة خشبٍ من شجرة "السرو" إلى تحفة فنية تشكلت بين يديه وكأنه بعث فيها روح الحياة من جديد, تنطق جمالا في أي زاويةٍ توضع فيها. وحيث يقف كحيل متأملا تحفته الفنية الجديدة يمتد خلفه جدار يضم عشرات بل مئات القطع الخشبية الفنية التي نحتها بيديه، كل واحدة منها بشكل مختلف، تحكي حكاية مختلفة عن نظيرتها، وكأنها اختصرت تاريخا طويلا، في ورشة لا تتعدى مساحتها 50 مترا مربعا. من النجارة إلى الفن درس هشام كحيل بالمعهد الفني "قسم الأخشاب" وتخرج منه عام 1976, في ذلك المعهد استطاع أن يتعرف إلى كافة الأساليب التي يستطيع من خلالها بث الجمال في الأخشاب بالطريقة اليدوية إلى جانب تعلمه على جميع الآلات ا